الخميس، 6 مارس 2008

زيارة السيد المسئوم


مثل افلام السينما

السيد المسئوم جاي زيارة سرية لمدرسة من المدارس وبعدها..........

الجو اتكهرب وبدأ العمل الجدي الكل يعمل..... المكتبة تم مسحها وتم تلميع الكتب وعرضها عرضا لائقا.

حتى بيت الله الذي لم يتم تنظيفه منذ ستة شهور بالضبط فجأة وجدت فيه مكنسة كهربائية وتم تنظيفه وكأن موسم الحج إليه سيبدأ هذا الشهر

الفصول تم تعليق الكثير من اللوحات فيها والتي لم يكن فيها لوحة من قبل وازدادت التعليمات والأوامر بضرورة الانضباط في مواعيد الحضور والانصراف وإلا فالويل كل الويل سنخصم الحوافز وربما سنحيل أوراقك للمفتي

وكلما مر الوقت ازدادت العصبية لاقتراب موعد السيد المسئوم....

وجاء اليوم المنتظر ووجدت أن الانضباط هو السمة الرئيسية في كل شيء وبدأت ألاحظ....

فالمدرس الذي كان ينزل من بيته دون أن يزرو حمام البيت وجدته يرتدي بدلة

والسيدات الفضليات اللاتي يتفوق عليهم شعبان غبد الرحيم في الوسامة والشياكة وجدتهن في أبهى صورة وأشيك ملابس

وياللمصيبة ... فلقد انتبه الاطفال الصغار لما يحدث فهؤلاء الاطفال كانوا آخر ما فكر فيه الجميع .....

وبدأت تعليقاتهم التي تصب كلها في ناحية السخرية من مدرسيهم وادارتهم حيث لم يفكروا في العمل والنظافة إلا لمجئ السيد المسئوم

وجاءت اللحظة الحاسمة وجاء السيد المسئوم.......

ولكن السيد المسئوم أتى في لحظة غير مناسبة فالفسحة كانت في بدايتها وسيرى بذلك الاولاد في هرج ومرج ( رغم ان ذلك أمر عادي في كل مدرسة وفي كل فسحة) إلا أن الخوف جعلهم يهرعون إلى إنهاء الفسحة قبل موعدها حتى يعود التلاميذ سريعا إلى فصولهم حيث يختفون عن انظار السيد المسئوم فلا يرى اي سلبية والمفاجآت تتوالى فالمدرسة التي توقف الطابور لأول مرة لا تشتم وتهزأ العيال والمدرسين ( كالعادة ) ولكن كلما قالت أمرا للتلاميذ قالت بعده ( برافو ) فالسيد المسئوم لا يجب أن يلاحظ أن هناك أي شئ خطأ فكل شئ يستحق فقط برافو

ولأول مرة وجدت الفرقة الموسيقية تعزف النشيد الوطني في طابور الفسحة رغم عدم حدوث ذلك مطلقا من قبل

ومر السيد المسئوم وأعلن انبهاره بالتقدم الذي أصاب التعليم في هذه المدرسة وذهب وعلى وجهه ابتسامة بلهاء

وفي نهاية اليوم تبرع أحد العاملين بالمدرسة أن يقوم السائق الخاص بسيارته في توصيل السيد المسئوم لأي مكان يريده.....

وفي اليوت التالي عاد كل شئ لسابق عهده حتى أني لاحظت التراب يعود فوق كتب المكتبة يعد أن اطمأن ان السيد المسئوم قد رحل

وبعدها عرفت لماذا يستشري الظلم في بلادنا

فلقد تعودنا أن نقبل يد السيد المشئوم وأي سيد مسئوم حتى يرضى عنا
ملحوظة:
هذه المدرسة في القاهرة وهي ليست حكومية بل وبمصاريف عالية نسبياً .... فما حال المدارس الأخرى. عموما الحال معروفة فب البلد كلها