الخميس، 1 مايو 2008

الرجال قوامون على النساء


إن هذه الآية الكريمة قد ارتكب الرجال بسبب الفهم الخاطئ لها الكثير من الأخطاء التي ترقى لمستوى الجرائم فجعلوا القوامة سلاحا يقتلون به كل طموح للمرأة وقيدا يسلبون به حريتها بل وبالغوا في معنى القوامة حتى أصبحت تظهر في صورة شك دائم في أخلاق المرأة وكأن كل امرأة صارت موضع شبهة وليست أهل للثقة وبالقوامة جعل الرجال لهم الحق في منعها من الخروج من بيتها وفي منعها من العمل أو في منعها من قدر من الاختلاط المسموح به ويستندون في كل ذلك على أمرين
الأول أن المرأة ستفسد إذا ما توفر لها مناخ الفساد فهي على حد رأيهم في طبيعتها الميل للفساد
والثاني أنهم لا يضمنون نفوس الرجال المريضة التي قد تتعامل مع النساء بنية غير سليمة ومن ثم وجدنا هذه الآراء التي تجعل الرجل متحكما وحيدا في المرأة يأمرها فتطيع وإكمالا لهذا الفهم المشوه استندوا على أحاديث نبوية مشوهة الفهم أيضا باعتبارها سهما من سهام إبليس وأنه لولا النهي عن السجود لغير اللهلأمرت المرأة بالسجود لزوجها وغيرها من الأحاديث التي حرفت عن معانيها الأصلية الثابتة والواضحة في متن الحديث ولكنهم وضعوا عليها غلالة سميكة من الفهم المعوج حتى تناسب أهواءهم
أولا أود أن أوضح أن علاقة الحب المتبادل بين الزوجين هي التي تدفع الزوجة إلى أن تتنازل عن بعض حقوقها لأن حبيبها يريد ذلك وكذلك هذا الحب يدفع الرجل للتنازل عن بعض حقوقه لأن حبيبته ترغب في ذلك
ولكن أن يصير الأمر استبدادا من جانب الرجل يريد للمرأة أن تتنازلعن الكثير من حقوقها لأنه رجل وهذا من حقه ولأنه قوام عليها فهذا ما لم يقل به الشرع
والآن مع معنى الكلمة التي صارت سكينا على رقاب النساء كلمة قوامون
قوامون جمع مفرده قوام وهي صيغة مبالغة من الفعل قام أي أن الرجل يقوم على رعاية المرأة رعاية تامة فهو المسؤول الأول عن الانفاق عليها والقيام برعاية مصالحها وحياتها وأمام ذلك فهو له أمران
الأول له أن يستحلها فتعطيه ما لا تعطي رجلا غيره
والثاني له أن يكون هو حاكم الأسرة فيما يخص شؤون الأسرة لا فيما يخص شؤونها الخاصة
إذن فالقوامة مسؤولية ورعاية واهتمام لا تحكم وفرض رأي فالقوامة حمل على أكتاف الرجل لا ميزة له يستطيع بها أن يحول زوجته إلى جارية عنده
ونستطيع أن نستنتج الآتي:
* ليس من حق الرجل أن يفرض على المرأة أن تترك عملها لأن هذا خصوصية لها وإنما عليه أن يطالبها بألا يؤثر العمل على دورها في البيت فقط أما أن يمنعها عن العمل فليس من حقه
* ليس من حق الرجل أن يفرض عليها زيا معينا مادام اختارها بزي آخر فإذا أراد امرأة محجبة فعليه أن يتزوجها من البداية كما يريد أما أن يتزوجها ثم يفرض عليها ما يريد فليس ذلك من حقه
أيها الرجل القوامة هي إنفاق ورعاية وتحمل مسؤولية أسرة لا تحكم وتعنت في مخلوق حر كامل الإرادة له أن يفعل ما يريد دون قيود ذكورية
وكفانا إلباس أهوائنا ورغباتنا ثياب الدين لنكسبها شرعية زائفة.

ليست هناك تعليقات: