تنافس عازفو الإسلام فيما بينهم .. كل يريد ان يكسب رضا
الجمهور ، بل منهم من يريد إجبار الجمهور على اختياره .. صار العازفون في مسابقة.. لذلك فكل منهم يأتي بأعلى الآلات صوتا ويعزف من اعلى طبقة صوتية ممكنة ربما يطغى صوت آلته على بقية الأصوات فيصبح
عازفا منفردا وحيدا يحمل شرف عزف المقطوعة الإسلامية وحده ... فماذا كانت النتيجة؟
أخرجت الفرقة الإسلامية للعزف الفكري والفقهي نشازا ...
فماذا كان رد فعل الجمهور؟

وتبقى من الناس فريق أخير هو لم يحضر الحفل من البداية
وهو السواد الأعظم وهذا الفريق سد أذنيه من زمن بعيد إذ أنه لا يجد طعاما ولا
شرابا ولا سكنا ولا علاجا ولا كرامة ولا اهتماما فبالله عليكم كيف لهذا الفريق أن
يستمع للموسيقى ويستمتع بها .. إن خالي البطن لا يبالي بمن يعزف له بل يصب اهتمامه
كله لمن يمد له يده بلقمة العيش .. إنهم كغرقى تيتانيك الذين لم يكن عندهم فرصة
لسماع العزف الرائع لفرقة السفينة المتفانية في عملها فمن يبحث عن منقذ لحياته
بالتأكيد لن يجده ينقر على أوتار الكمان ... لذلك فإن هذا الفريق وهو الأغلبية
مستعد أن يقبل أي يد خادعة توهمه بالشبع وبالروي والسكن والعلاج حتى وإن كانت يد
الشيطان نفسه
أيها العازف السلفي : تقبل إخوانك من العازفين بلا شروط
ولا تتمسك بعزف مقطوعة الفرقة الناجية لأن السفينة إن غرقت فستغرق بنا جميعا .
أيها العازف الإخواني : لا تغرنك أغلبية زائفة من
الجمهور تصفق لك فهم سرعان ما سيكتشفون أن عزفك لم يجلب لهم إلى الأوهام
أيها العازف الليبرالي والعلماني : الإسلامي يجيد العزف
مثلك فلا تظن ان عندك الصواب وحدك
أيها العازف المسيحي : لا تجعل عقدة الاضطهاد تمنعك من
التعاون مع إخوانك .. فكلنا كنا مضطهدون في أوطاننا وأنت لا عيش لك بدون إخوانك
إلا تابعا ذليلا لمن لا يعترف بدين وإلهه هو المصلحة الخاصة مهما كانت ضحاياه
أيها العازفون : من يرغب في تحقيق مصلحته الشخصية
فليغادرنا فليس هناك مكان سوى لأعضاء الجسد الواحد الذين إذا اشتكى منهم عضو تداعي
له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .. أما إذا اعتقد الواحد منكم أنه وحده يمثل كل
الأعضاء فليعش كاليد المبتورة لا حول لها ولا قوة .. تموت في حين أن صاحبها يتمتع
بالحياة دونها بعد ان تخلص منها ومن امراضها.
إما نعزف السيمفونية جميعا أو سيهرب الجميع من المسرح .