الجمعة، 20 أبريل 2012

أيها السلفيون ... أفيقوا





قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ مَا أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِى قَرۡيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَا إِنَّا وَجَدۡنَا آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقۡتَدُونَ ) الزخرف – 23


الإسلام دين ثوري جاء يحطم الآلهة الزائفة سواء تلك الحجرية التي لا تحتاج إلى كثير من المقاومة حتى تقع وتتحطم من تلقاء نفسها وأخرى فكرية متجمدة تحتاج إلى معاول العقل والفكر والعلم كي تهدمها هدما تدريجيا بطيئا فهي لا تنهدم فجأة ولا تزول من العقل والواقع في عشية أو ضحاها فأصنام الجاهلية سرعان ما انهارت أمام نور الإسلام العقلاني الساطع أما صنم مثل العصبية القبلية كان من الصعب التغلب عليه فمكيدة يهودي كادت توقع بين الأوس والخزرج ورسول الله بين ظهرانيهم وعندما ظن الصحابة أنهم تخلصوا من هذا الصنم سرعان ما عاد بعد انتهاء عهد الخلافة الراشدة ولا أبالغ إذا قلت أنه لا يزال يعيش بيننا إلى الآن
كانت هذه المقدمة ضرورية كي أقول أننا رغم ديننا الثوري الذي ثار على الجهل فحطمه وعلى الظلم فدمره وعلى الكفر فأزاله إلا أننا لم نكتسب هذه الثورية منه فلقد عاب القرآن على كل من قلد آباءه الذين عندما يقال لهم اتبعوا الحق قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون
فهذا هو حال نفس الفئة التي تعيش بين ظهرانينا وترى أنها الفرقة الناجية والوكيلة الوحيدة حصريا لهذا الدين والتي باتت توزع على المسلمين صكوك التقوى وصكوك الاتهامات كما يحلو لعقول متبعيها
فهذا تقي – وربما كان ذلك الحكم للحيته الطويلة وجلبابه الأبيض – وهذا مشرك كافر مبتدع جاهل وغيرها من الاتهامات المعلبة – وربما كان ذلك الحكم لأنه يرى أمرا يخالف ما يرونه
وإن أشرت لهم على الحق قالوا :إنما نتبع علماء السلف ( آباؤهم الذين وجدوهم على أمة وهم على آثارهم مقتدون )0
ثم يحيطون رقبتك بحبل المشنقة  الذي لن تستطيع الفكاك منه في ظنهم بأن يقولوا :نحن لا نأتي بالحكم من عندياتنا وإنما هو حكم الله ورسوله والصحابة الكرام
وكثير ما ينعقد لسان الناقد لهم أمام هذا التهديد فخلافه معهم لا يكون معهم ولكنه خلاف مع الله ورسوله وصحابته الكرام
ولكننا إذا تحرينا الدقة وجدنا أن قولتهم هذه لا أساس لها من الصحة وإنما هم فقط يأتون بآية قرآنية أو حديث نبوي ثم لا يحكموا به ولكنهم يحكموا بقول أحد علماء السلف في فهمه لهذه الأية او هذا الحديث وبهذا لا يكون الناقد لهم مناقض لله ورسوله والصحابة الكرام وإنما يكون مختلفا مع عالم من علماء السلف ممن يؤخذ منهم ويرد عليهم متناسين أنه قد حكم حكمه متأثرا بظروف زمانه والمكان الذي وجد فيه حكم حكمه في ظروف مغايرة لظروف عصرنا
فيا سادة انتبهوا إن الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق والقداسة التي تصبغون بها علماء السلف – مع احترامي الشديد لهم وتقديري لمكانتهم جزاهم الله عن الأمة خير الجزاء- إنما هي قداسة تجعلكم تضعونهم في مرتبة هم أنفسهم لا يرضون عنها فتجعلون كلامهم حاكما على كتاب الله وسنة رسوله واعلموا أن مقولة علماء السلف هي واحد من ثلاث
إما صواب
وإما خطأ
وإما صواب في زمانهم لا يناسب زماننا
ولكنكم آثرتم الهروب من زمانكم بل وحكمتم على الرجال بمكانتهم وأشكالهم متخذين من حجة المشركين في رفض القرآن حجة لرفض المخالف لكم فقد قالوا (وَقَالُوا لَوۡ لَا نُزِّلَ هَذَا الۡقُرۡآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيم ) الزخرف 31
وقلتم ( لولا نزل هذا الراي على رجل من السلف قديم )0
وانبطحتم أمام شيوخ قادرين على اللعب بالالفاظ وإثارة المشاعر واللعب على العاطفة يسوقونكم كما يشاءون فتارة يثورون في وجه الثوار على الظلم محرمين الخروج على الحاكم فتذهبون معهم وتارة يخلعون هذا القناع ليباركوا الثورة بعد نجاحها ربما يحجزون في المقاعد الأمامية مكانا فتذهبون معهم وكأنكم لا تقرأون قوله تعالى (وَنَادَى فِرۡعَوۡنُ فِى قَوۡمِهِ قَالَ يَاقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِى مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَذِهِ الۡأَنۡهَارُ تَجۡرِى مِن تَحۡتِى أَفَلَا تُبۡصِرُونَ أَمۡ أَنَا خَيۡرٌ مِّنۡ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوۡ لَا أُلۡقِىَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ الۡمَلَآئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ فَاسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمۡ كَانُوا قَوۡمًا فَاسِقِينَ )0
فلا تسمحوا لأحد أن يستخفكم حتى تطيعوه واعلموا أن الفيصل في أية مسألة هو كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفسيرهما والرأي فيهما

ليست هناك تعليقات: