الخميس، 25 يونيو 2009

خطر المتدينين على الإسلام


إن من أبناء الإسلام من هم أشد خطرا عليه من أعدائه ولا أعني بذلك العلمانيين ومن على شاكلتهم فهؤلاء خطرهم محدود وكلامهم مردود ولا أقصد المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويعملون ضده في الخفاء ولكني أقصد أبناء الإسلام المخلصين له والذين يقومون بدور الدب التي قتلت صاحبها حرصا عليه ولا أقصد بذلك الإرهابيين وأصحاب الأفكار العنيفة ولكني أصقصد كل مسلميفسر الإسلام بما ليس في الإسلام ويختار من الآراء أكثرها تعصبا ومن الفتاوى أكثرها تشددا وأرى أن الخلاص من ذلك يأتي في أمور هي:


1- عرض الرأي والفتوى على مجمل القرآن ثم السنة الصحيحة ولاحظ الترتيب جيدا على أن نعتمد في ذلك على أصل القرآن لا تفاسيره فكل يؤخذ منه ويرد عليه
2- مراعاة ظروف العصر وواقع الإسلام والمسلمين
3- تذكر دائما أن الإسلام دين للناس كافة يبتغي الخير للجميع حتى غير المسلمين
4- لا تسفه الرأي المخالف لك بل عليك أن تنقله في معرض حديثك
والآن لماذ أقول هذا الحديث... ذلك لأني أرى أن مصيبة الإسلام في المسلمين أنفسهم وأنهم إذا طبقوا الإسلام كما نزل لانتهت مشكلاتهم والعالم كله وإليك ما أقصد:


1- المسلمون الآن يفعلون مثل الكافرين الذين كانوا إذا قيل لهم اعبدوا الله قالوا بل نعبد ما ألفينا عليه آباءنا فأراهم يقلدون ما ورد في التراث لمجرد أنه قديم ولا يعترفون بصحة الفكر الجديد إذا ما خالف القديم ولا أقصد بذلك التخلي عن التراث كما ينادي البعض ولكني أرى أن العصور تختلف والأزمان تتغير والتراث يعتبر مرشد لي في فهم الدين لا حاكم على عصريوزماني
2- المتدينون الآن يغلبون تقاليدهم وعاداتهم على تعاليم الإسلام التي يحاولون دائما جعلها تتماشى مه هذه التقاليد بالتفسيرات ووضع الآيات والأحاديث في غير موضعها كتغطية وجه المرأة ومنع الخروج من المنزل واستحلال بناء المساجد على القبور لمجرد العادة والهوى
3- المتدينون الآن لا يقبلون الخلاف وعلى حسب قدر الخلاف يطلقون الألقاب فهذا مرتد وهذا فاسق وهذا جاهل وهذا كافر فنجد مثلا تكفيرا للشيعة رغم قبول كبار العلماء للمذهب الشيعي مع الاعتراض على بعض نقاطه ونجد رميا بتهمة البدعة للصوفية رغم اتفاق العلماء على قبولها مع الاعتراض على بعض أمورها والتي يرفضها رجال التصوف أنفسهم بل قد وجدت من العلماء من أطلق لقب الكافر على عمرو خالد ولا أدري ما الدليل الذي وجدوه كي يوجهوا له هذه التهمة
4- المتدينون الآن يضخمون الأمور الصغيرة ويكثرون من الخلاف حولها في حين يتجاهلون الأمور الكبرى والمصيرية رغم الاتفاق عليها هربا من القيام بها فيشنون الحروب ( الكلامية بالطبع) على حالقي اللحى ومن يطيل البنطال إلى ما تحت الكعبين ويتجاهلون تماما العمل ( ولا أقول القول) على مقاومة الفساد والاستبداد ومقاومة الاحتلال وتكدس الثروات مع نسيان قضايا التخلف العلمي وغيرها من القضايا مما ترك الساحة خلية للفاسدين في حين انشغل المسلمون ( قاصدين ذلك) بسفاسف الأمور التي لا تكلفهم معاناة أو التزامات
5- المتدينون الآن يهتمون بالشكليات والطقوس بغض النظر عن الجوهر والتدبر فنجد مثلا اهتماما بتعلم التجويد لا تدبر القرآن واهتماما بعد الأذكار لا تدبرها والتأثر بها والحرص على حضور التراويح والتهجد في المساجد ثم نسيان صلاة الجماعة بعد رمضان رغم أن الأولى نافلة والثانية فرض
6- المتدينون الآن لا يهمهم الوصول إلى الحق بقدر ما يهمهم إثبات صحة آرائهم لذا تجدهم يتمسكون بظواهر النصوص إذا ما كانت في صالحهم ويتمسكون بتأويل النصوص إذا كان التأويل في صالحهم فتراهم يتمسكون بظاهر حديث ليس في الإسلام إلا عيدين كي يحرموا أعيادا كعيد الأم والمولد النبوي فإذا ما قلنا أن الحديث يقصد المحافظة علة هوية الأمة فيحصر الأعياد الدينية حتى لا يدخل على الإسلام أعياد الأديان الأخرى وأنه لا يمنع الاحتفال بأعياد غير دينية أخرى يرفضون التأويل أما إذا قلنا أن ظاهر الآية ( الرجال قوامون على النساء) يجعل القوامة هي مسؤولية الرجل على المرأة لا تحكمه فيها تجدهم يأتون بتفسير ابن كثير أن النساء أسرى عند الرجال
7- المتدينون الآن تجدهم يختارون من الآراء ما يظهر الإسلام بصورة سيئة مع إدراكهم أن هناك من يحاولون تشويه صورة الإسلام من أعدائه وكأنهم بذلك يساعدون أعداء الإسلام في الوصول إلى مآربهم فتجدهم يصرون على قتل المرتد رغم أن الآية واضحة ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) فيهدمون الآية بحديث من أحاديث الآحاد هو من بدل دينه فاقتلوه رغم اتفاق الفقهاء على أن الدماء ( أحكام الإعدام ) لا تثبت بأحاديث الآحاد لمكانة النفس البشرية والمحافظة على حياة الإنسان فإذا ما قلنا أن الحديث يقصد من ارتد عن الإسلام ثم عمل ضده يحاربه ويفتن المجتمع كاليهود الذين أرادوا أن يسلموا أول اليوم ثم يكفرون آخره لتشكيك الناس في جدوى هذا الدين فهؤلاء ردعا لهم يقتلون حتى لا يكون الدين ألعوبة في أيديهم أما من أراد الارتداد فليرتد في أمان فذلك أفضل للإسلام وأطهر له
فيا أهل الإيمان كفاكم تشويها للإسلام وتمزيقا في أمته وابدأوا العمل من أجل نهضته القريبة والتي إما أن تكونوا ممن شاركوا فيها أو يستبدل الله قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم

ليست هناك تعليقات: